قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح( ...لأن أمشي في حاجة أخي حتى أثبتها أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير برقم13646.
نعم أحبتي المشي في قضاء حاجة إخواننا أحب إلى رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم من الإعتكاف شهرا,إنه لفخر لنا وشرف لنا أن نخدم عباد الله ونحسن إليهم فليس ذلك نقصا من قيمتك و إهانتها كما قد يعتقد البعض,انظر للثواب فتهون عليك نفسك.
ومن أنت أيها المسكبن حتى تتكبر على عباد الله أليس أولك نطفة وآخرك جيفة فعلام الكبر ,فقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(وتعين الرجل على دابته فترفعه عليها أو ترفع له حاجته عليها صدقة).
فكم من حوائج إخواننا فرطنا فيها وتهاونا في أدائها , فهذا الصديق الأكبر رضي الله وأرضاه يذهب متخفيا إلى عجوز فيدخل بيتها ويخدمها ويكنس بيتها ويطبخ لهم الطعام,فيتعجب عمر رضي الله عنه من هذا الأمر فيذهب ويسأل هذه المرأة فتجيبه إنه يأتينا كل يوم و يخدمنا.
فأين نحن من أمثال هؤلاء رضي الله عنهم جميعا,فهناك صورا متعددة من قضاء حوائج الناس إن كنت في حيك ساعد جيرانك واقض حوائجهم ولو أن تميط الأذى من طريقهم أمسك بيد أخيك الضرير الذي ذهب بصره وأبلغه مراده,إن كان لديك جسم قوي ساعد من لاقوة له احمل حوائجهم وارفعها
لهم ,وإن كنت ممن يحسن القراءة والكتابة أمام إخوانا لك أميين فاقض حوائجهم واقرألهم رسائلهم واكتب لهم ,وإن كنت ممن منحه الله السلطة والجاه فتواضع لهم وابتسم في وجوههم واقض حوائجهم (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها)
نعم أحبتي كونوا إخوانا متحابين متوادين لايفخر بعضنا على بعض,فوالله لنحن أحوج إلى رحمة الله أليس الرحماء يرحمهم الله فلنرحم من في الأرض لعل الله يرحمنا.
لاأطيل عليكم إخوتي فاللبيب تكفيه إشارة وخير الكلام ماقل ودل,أسأل الله عز و جل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه تعالى و لا يحعل لأحد فيه شيئا .
هذا وما كان من صواب فمن الله وإن كان غير ذلك فمني و من الشيطان والله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.
وصل اللهم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين.
موقع طريق الدعوة