محاكمة في حق الضمير
في قاعة المحكمة وحضرة القاضي ينتظر أن تأتي القضية التي أنتشرت في كل الجرائد والمجالات...
في الجهة اليمنى يقف محامي الدفاع (القلب) وفي الجهة اليسرى يقف المدعي العام(الروح)وفي جهة ما كانت هيئة المحلفيــــــــن تتابع القضية....
جاء الشرطي مقيض أكفف الضمير بقيود من ألالام الصمت ومقيد أرجله بسلاسل التأنيب.....
الضمير متهم بقتل الإحساس.......
حضرة القاضي:فلنستمع للمحامي الدفاع (القلب)
حدثنا يا محامي الدفاع ماذا حدث في تلك الليلة؟؟
محامي الدفاع:حضرة القاضي في تلك الليلة لم يكن الضمير واعي فلقد أشربه الشيطان خمر الوسواس فأصبح للمعاصي في انغماس....(يقول بكل سخرية)وقتل بذلك الإحســاس
الروح:أعتـرض حضرة القاضي..
حضرة القاضي:إعتراضك مرفوض..أكمل يا محامي الدفاع..وكن أكثر دقة في الوصف
القلب:في تلك الليلة يا سيدي عندما شرب الضمير خمر الوسواس
تتبع هواه ونسي رب الناس
وكان يصاحبه في خطواته الأنس والخناس
وعندما وجد رقة الإحساس
نظر أليه نظرة إختلاس
فجلب الفاس وقطع الراس بالفاس
حضرة القاضي:أنت تعترف بأن المتهم قتل الإحساس..ولكن بتأثير خمر الخناس
(بنظرة حادة وضحكة ساخرة)القلب:نعم...هذا ما أقصد
حضرة القاضي:نسمع الآن رأي المدعي العام (الروح)
الروح:حضرة القاضي لو كان عذر كل إنسان
أن الوسواس هو سبب المعاصي
لأنعدم في مجتمعنا الأمان
وصار الناس بين لاه وعاصي!!
حضرة القاضي:صدقت
الروح:يا (قلب)إن عذرك أقبح من الذنب مع كل إحترامي
آتيك بقول رب الأكوان
العالم بحال الظالم والجاني
أذكروني أن أتى الشيطان
فسوف يهرب مسرعا كالجبان
حضرة القاضي: نعــم
الروح(بإبتسامة ساخرة):أما أستطاع الضمير أن يذكر اسم الرحمن
أو حتى يصلـي على خير الأنــام؟؟!!
القلب: أعتــــرض حضرة القاضي
حضرة القاضي:إعتراضك مرفـوض...تابع يا (روح)
الروح:إن عذر أخي(القلب)أنه كان تحت تأثير خمر الأزمــان
(قل هو الله أحد)والمعوذتان فيها وقاية من كل إنس وجان
وآية الكرسي من سورة البقرة والسبع المثاني؟؟
أليس في ذلك كله بيان وبرهـان؟؟
حضرة القاضي:لأوضح لهيئة المحلفين فقط....
أنت تقصد بأن الضمير يجب أن يحاسب لأنه غلبه الوسواس ونسي اسم الرب الناس.....
والقلب بوجهة نظره يجب أن نعفو عنه لأنه كان تحت تأثير أفكار الخناس.....
سوف نأخذ برأي هيئة المحلفيــن
(وبعد المشاورة)
القاضي: القرار؟؟
قام أحد أعضاء الهيئة ليقول القرار:الثلاث مذنبـون
علا صوت الحضور والكل أصيب بصدمة ..
طق طق طق....صوت مطرقة القاضي ليهدأ الحضور
حضرة القاضي:أكمـل
هيئة المحلفين:القلب هو مسكن للضمير ولم يرشده للطريق ..تغافل القلب عن الضمير فضل الضمير الطريق
سعادة القاضي
الروح هي توام للضمير....إن وقعت الروح وقع الضمير والعكس صحيح سيدي....الروح والضمير كفتان متزنتان في الميزان ...فإذا الروح تغافلت عن أمر الضمير وقع الضمير وإن الضمير تغافل عن أمر الروح وقعت الروح......وفي هذه الحالة سيدي القاضي الروح تغافلت عن أمر الضمير فتسلسل الشيطان إليه والقلب تناسى أيضا الضمير فوقع الضمير في الخطأ....
ولا أثني الضمير فالضمير تكاسل أن يوقظ القلب وغفل عن مصاحبة الروح
فجر لحفر الذنوب وتبع هواه ....
فنحكم على الضميربأن يؤنب نفسه حتى عند التفكير في أرتكاب معصية حتى لا يستمتع بلذتها
نحكم على القلب بأن ينبض باسم الله في كل لحظة
لكي لا ينام غافلا وحتى يكون بهيبة
نحكم على الروح أن ترعى توامها خشية
وتغذيه على الصبر عند كل مصيبة
ويرقى بنفسه وبشقيقه بالصلاة على الحبيب في كل ثانية
حضرة القاضي: طق...رفعت الجلسة
أنتهى
أرجو أن أكون قد عدلت بحكمي..